الترادف في اللغات
أرجو من الإخوة المطالعة على موضوع اللغة والتشريع قبل هذا الموضوع .
التزاوج اللغوي ونشأة الترادف .
كل اللغات يوجد فيها الترادف ، وكيف ينشأ الترادف .
نأخذ قبيلتين ، قبيلة عبد الرحمان وقبيلة عبد الوهاب ، يتكلمان نفس اللغة ، لنفرض أن عاملا كالقحط مثلا قد حل بهما ، مما جعلهما يفترقان يمينا وشمالا لينعزل كل منهما في منطقتين مختلفتين ، فكل من القبيلتين حمل اللغة معه وانعزل بها عن الآخر ، فالتغيرات التي تطرأ على لغة قبيلة عبد الرحمان تختلف تماما عن التغيرات التي تطرأ عن لغة عبد الوهاب ، فكل من القبيلتين أصبح لها أشكال وأنماط من المعاملات مع محيطهما الخارجي من تصدير واستيراد تجاري وغير ذلك من التعامل مع المحيط ، وبالتالي فاللغة في تغير مستمر ، كلمات تصدر وأخرى تستورد ، وكلمات تظهر وأخرى تختفي وهكذا ، والقبيلتين في تساير مع هذه التغيرات ، فبعد حقبة من الزمن وقد مر على القبيلتين أجيال متعاقبة أصبح لديهما لغتين متباينتين ، فأصبحت لغة قبيلة الجد عبد الرحمان مميزة عن لغة قبيلة الجد عبد الوهاب ، فالزوج عند هؤلاء هو البعل عند الآخرين ، وهكذا في الكثير من الكلام .
لنفرض أن عامل حرب نشب حيث غار على القبيلتين جيش جبار يريد احتلالهما ، مما حرك غرائز العودة إلى الوراء والتفكير في الإلتحام ، فالتحمت القبيلتان وشكلت مجتمعا صغيرا ، وتزاوج اللغتان ليشكلا لغة واحدة على مر الزمان ، والذي حصل أنه أصبح لدينا ترادف في اللغة ، فكلمة [ زوج ] وكلمة [ بعل ] مثلا أصبحا ضمن اللغة المركبة ، فالعديد من الترادف قد يبقى ما يبقى منه ويختفي ما يختفي منه ، وتلك نشأة الترادف .
ــ نأخذ مملكتين ، مملكة نعيم ومملكة سميرة ، لهما جنس لغة واحدة ، مثلا اللغة العربية مع الفارق الزماني والمكاني بينهما ، أي أن اللغتين تختلفان نوعا ما اختلاف المكان والزمان ، فمثلا مملكة نعيم يسمى الأسد عندها [ الليث ] ومملكة سميرة يسمى الأسد عندهم [ ضرغام ] ولنفرض أن علاقة حب نشأت بين الملك نعيم والملكة سميرة انتهت بالزواج بينهما واجتمع الشعبين ليكونا شعبا واحدا ، فاللغتان تزاوجتا بينهما أيضا ليشكلا مع الزمان لغة واحدة يسمى الأسد عندهم [ الليث ] ويسمى عندهم [ ضرغام ] وبالتالي ينشأ الترادف ليبقى منه ما بقي ويختفي منه ما يختفي .
ــ نأخذ ملك جائر احتل بلدا ما ، فالنتيجة تزاوج اللغات ونشأة الترادف .
ــ نأخذ عائلة من أب وأم لهما لغتين متباينتين ، ولنفرض أنهما أنجبا أولادا ، فالأولاد تنشأ لهما لغة مركبة وفيها الترادف ، ولنفرض أن أحد الأولاد دخل الميدان السياسي وارتقى ليصبح في النهاية ملكا للبلاد ، ومن ثم يجلب أقاربه ليشكل بهم السلطة على البلاد ، فيجلب الأقارب من الأب والأم ، وكل من يحمل لغتيهما تستهيجه العاطفة لجلبه وتعمير البلاد به ، فيظهر التزاوج في اللغات وينشأ على إثره الترادف أيضا ، وهو ما نراه في جميع اللغات .
ــ سبي المجتمعات من رجالها ونسائها وأطفالها ينشئ التزاوج اللغوي ومن ثم الترادف .
ــ التجارة في العبيد تنشئ الترادف أيضا .
ــ تعدد الأزواج والذي كان بكثرة كثيرة ينشأ عائلات تحمل التزاوج اللغوي ومن ثم الترادف .
كل هذه العوامل وغيرها الكثير يعمل على نشء الترادف اللغوي ، وهذا موجود في جميع اللغات ، وقريش مثلها مثل عاد وثمود وقوم مدين وغير ذلك من الشعوب التي أنزل الله عليها التنزيل بلغاتها علما أن كلا منها يوجد فيه الترادف .
وإليكم هذه الأسئلة لتجيبوا عنها
إخواني الكرام ، هل أنتم تتكلمون في أوطانكم أم لا تتكلمون ، فإن كنتم تتكلمون فهل يوجد في كلامكم الترادف أم لا ؟
هل كلامكم موحد على جميع القطر الذي تعيشون فيه ؟ وخذ مثالا عن الأشجار وثمارها والخضروات عموما ، هل كل أسمائها موحدة عندكم من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ؟ أم يوجد الترادف عندكم ؟
ــ ما معنى أصفح ؟
ــ ما معنى عفا ؟
ــ ما معنى غفر ؟
أجيبوا عن هذه الأسئلة دون أن تستعملوا أي ترادف
ــ نأخذ قوله عز وجل ( واصفح الصفح الجميل )
ثم نطرح سؤالا فنقول : عندما كان النبي يقرأ هذه الآية في الصلاة والمؤمنون وراءه ينصتون ، ماذا كان يأتي على أذهانهم حين سماعها ، هل كان فهمهم يذهب مباشرة إلى أن الله يحث على العفو والمغفرة ، أم كان فهمهم يبقى متوقفا ، أم كان يسيح دون أن يفهم أي شيء ، أعطوني ماذا كانوا يفهمون ؟
نأخذ مثال الأسد : أليس هو الليث – أليس هو الغضنفر – أليس هو السبع – أليس هو الرئبال – أليس هو الهزبر – أليس هو الضرغام – أليس هو الورد – أليس هو القسورة – أليس هو الضيغم
نأخذ أسماء الله الحسنى
ــ فالله عز وجل خالق كل شيئ جعل لإسمه مرادفات عديدة ، اليس الرحمان هو الله ، أليس الرحيم هو الله ، أليس العزيز هو الله ، أليس القوي هو الله ، أليس الغفور هو الله ، أليس المؤمن هو الله ، أليس القدوس هو الله ، أليس الجبار هو الله ، أليس المتكبر هو الله ، أليس الودود هو لله ، ....
فهل هذا ضعف أم قوة ؟
وكيف فهمت قريش هذا الترادف لأسماء الله إذا لم يكن لها ترادف . فكيف فهموا أن الرحمان هو الله ؟