مصدر التشريع واحد لا شريك له
التاريخ : 02/05/2007
مصدر التشريع واحد لا شريك له
كل العبارات من سنة وشيعة وعترة وإباضية ومعتزلة وغيرها ، ما هي إلا أسماء لطوائف ما أنزل الله بها من سلطان ، ونأخذ عبارة السنة التي هي أكثر انتشارا ، فالموضوع هذا هو حول هذه العبارة بإذن الله .
1 ــ أي طائفة تتخذ من هذه العبارة إسما لها ، إلا وتجدها قد صنعت تشريعا كاملا باسم هذه العبارة ثم تنسب هذا التشريع للرسول زورا وبهتانا وتسمي هذا الذي نسبته للرسول بعبارة [ السنة ] بما فيها العبارة نفسها ، أي حتى العبارة المصنوعة نسبت للرسول زورا وبهتانا على أنه هو المؤسس لها ، وموضوعي هذا يرتكز بإذن الله على بطلان هذه العبارة من أساسها ، فلا وجود لهذه العبارة أصلا ، وأنها مصطنعة من أهلها ، وبإذن الله أقدم البراهين والأدلة على بطلان هذا المصدر للشرك .
أولا يجب على كل من له تشريع تحت هذا الإسم أي [ السنة ] أن يبرهن على أن الرسول هو مصدر هذا الإسم ، علما أن الإسم نفسه هو أكبر تشريع في هذا المجال , والذي تندرج تحته كل التشريعات المصنوعة ، فيجب إثبات هذا الإسم أولا ، فالنبي لم يشرع هذا الإسم ولم يقل به ، وإني أبرئ ساحته من هذه التهمة وأقدم الأدلة بإذن الله على عدم وجود هذا الإسم ، وعلى المعارضين إثبات العكس ، وهذا هو الطريق الوحيد لإحقاق الحق وإبطال الباطل بإذن الله .
الدليل رقم 1
إن هذا الإسم هو مصدر تشريع ندا للند لما أنزل الله ، والذين صنعوا هذا الإسم يعترفون بأنه مصدرا للتشريع
أي أن هذا الإسم ليس مجرد إسم ، وإنما هو مصدر للتشريع ، ولا أحد ينكر بأن هذا الإسم هو مصدرا للتشريع ، وهذه أكبر كارثة يسقط فيها المسلمون ، وهم يعترفون بأن لهم مصدرين للتشريع ، واحد هو ما أنزل الله ، والآخر اسمه [ السنة ] منسوب للرسول ، علما أن المصدر الفعلي الذي يعملون به ، ويتكلمون به ليل نهار
والذي يصبحون عليه ، ويمسون عليه ، هو المصدر الذي صنعوه والذي اسمه [ السنة ] فهو الذي يصنعون منه دينا كاملا ، فعبارة [ السنة ] هذه لا تكاد تخل من صفحة من كتبهم التي كتبتها أيديهم ، وعبارة [ السنة ] هذه لا تتوقف عن تعبيرهم اليومي والآني ، فهي على طرف ألسنتهم يهتفون بها ليل نهار ، أرأيت الآن ما ضخامة هذه العبارة ، وهذه العبارة كما ذكرت سابقا ينسبونها للرسول فيقولون [ سنة الرسول ] وعندما يذكرونها لوحدها يقولون [ السنة ] بالألف واللام ، فالمسلمين تكلموا في هذا العبارة ، وهذه نتيجة كلامهم ، والله أيضا تكلم ، فلنأت الآن لكلام الله ، ولنتفحص هذه العبارة الضخمة والتي أقاموا عليها دينا كاملا ، لنتفحص هذه العبارة في كلام الله ، أي في ما أنزل الله ، مصدر التشريع الوحيد الذي يفصل في كل اختلاف ، وفي كل ما هو تشريع للعباد ، ونظرا لضخامة العبارة والتي تكسح مجال التشريع اكتساحا ، من أوله لآخره ، فهذه العبارة لك أن تقول أنها تذكر بالمآت ، ولك أن تقول أنها بالملايين ، وإن قلت لا تحصى فذلك هو الصحيح ، نعم إنها لا تحصى ، وما دامت بهذا الحجم فلا بد أن تكون نفس الشيء في ما أنزل الله ، ولا بد أن تذكر بالآلاف ، ولا بد أن نجدها في القرآن بالملايين ، وتعالوا جميعا لتشهدوا ، آتونا بما أنزل الله .
هيا باسم الله ....... انتظروا النتيجة يرحمكم الله .... انتهى ، وإليكم النتيجة بحمد الله :
النتيجة : صفر
ماذا ؟؟؟
النتيجة صفر ، وبالأرقام 0000
ماذا تقول ؟ ؟؟ النتيجة صفر ؟؟ نعم ، صفر 0000
إن العبارة التي تبحثون عنها ما أنزل الله بها من سلطان ، فلا توجد على الإطلاق ، ولم يذكرها الله أبدا .
فلا توجد عبارة [ سنة رسول الله ] في كل الآيات ، ولا توجد أيضا عبارة [ السنة ] بمعنى سنة رسول الله ، فلا توجد هذه العبارة على الإطلاق ، أبدا أبدا أبدا ، وهذه هي نتيجة .
إذن هذه هي النتيجة ، وكلكم عنده [ ما أنزل الله ] فمن شك في البحث فليقم هو بنفسه بذلك وليأتنا بعبارة واحدة ، أقول واحدة ، وواحدة فقط ، وليكشفنا أمام الملأ ، فلا بد لمن كذب على الله أن يكشف على رؤوس الخلائق ، فها أنتم ترون الكشف والخزي ، النتيجة صفر 00 ، تبرأ الله منهم تماما ، وبالله عليكم ، أي جهة يقف الرسول بجانبها غدا يوم القيامة ، هل يقف إلى جانب تلك الملايين التي أشركت به الله في ما شرع لعباده ، أم يقف إلى جانب النتيجة التي هي صفر ، وما دام موقفه غدا يوم القيامة إلى جانب النتيجة صفر ، فماذا كان موقفه من هذه العبارة في حياته ، فلا شك أنه كان نفس الموقف ، نعم نفس الموقف ، إلى جانب النتيجة صفر ، إذن فالعبارة هذه والمصدر هذا لم يكن على عهد الرسول أبدا ، ولم يقل به أبدا ، ولم يقل بهذه العبارة أبدا ، فالناس هم الذين صنعوا هذه العبارة ، وهم الذين صنعوا مصدرا للتشريع وأسموه [ السنة ] ، إذن فالسنة هذه لا أصل لها إسما ومصدرا .
فالعبارة تسمعها ليل نهار ، وتزخر بها الكتب ، لا تكاد تخل من أي صفحة منها ، تنتشر في المواعظ ، تجدها على رأسها ، تجدها في أعلى الصفحات ، وبخط كبير ، مميزة في الكلام ، ويزين بها ، قم بعدها إن شئت ، لا يمكنك عدها ، فهي لا تحصى ، أرأيت ؟؟ أرأيت مدى حجم هذه العبارة ، ومدى انتشارها ، فالعبارة مشهورة جدا ، ومنتشرة بشكل مكثف في كل ما يسمى دين ، ناهيك عن قداستها ، فهي مقدسة أيضا ...... فهذه العبارة التي لا تحصى ، والتي هي بضخامة الجبال ، والتي هي الدين كله ، تخيل أن الخالق الذي خلق هؤلاء العباد ، والذي أنزل عليهم الكتاب ، لم يذكرها ولا مرة واحدة على الإطلاق ، ولا مرة واحدة ، ولا تنسى بأن القرآن أخذ فترة كبيرة في نزوله ، مئات الأيام وهو ينزل ، عشرات الشهور وهو ينزل ، سنوات وسنوات وهو ينزل ، تخيل أن عبر كل هذه السنوات التي كان ينزل فيها ، والتي نزلت فيها مئات الكلمات ، بل آلاف الكلمات ، أكثر من ثمانين ألف كلمة نزلت ، تخيل هذا العدد الهائل من الكلمات الذي نزل ، وتخيل الفترة التي كان ينزل فيها والتي هي سنوات وسنوات ، ورغم كل هذا العدد الهائل من الكلمات ، ورغم كل هذه السنوات العديدة والطويلة ، لم ينزل الله ولا مرة واحدة كلمة [ السنة ] ذلك المصدر الكبير والضخم والعريض الذي تقام عليه الدنيا وتقعد عليه ....... ولا تنسى شيئا آخر ، فالله الذي كان يتكلم ، والذي أنزل ذلك العدد الهائل من الكلمات ، يعلم جدا مدى ضخامة هذه الكلمة وقداستها عند عباده ، فهو يعلم أنهم يقولون عليها نحيا وعليها نموت ، ويعلم أيضا أنهم يملأون الأرض بها ، ويعلم أنهم يهتفون بها ليل نهار ، ويعلم أن كتبهم تعج بها ، ويعلم أنها تتصدر عناوينهم ، ويعلم أنهم يكتبونها بخط كبير وعريض ، فالله يعلم هذا جدا ، ويعلم جدا أنها مصدر كبير للتشريع في دينه ، ويعلم أنها تنسب للنبي ، ويعلم أنها تنسب إليه أيضا ويسمونها أحاديث قدسية ، فالله يعلم كل هذا تماما ، تماما ، ورغم كل هذا ، فعندما تكلم الله ، لم يذكر لهم هذه العبارة ولا مرة واحدة على الإطلاق ، أسمعت يا أخي ، لم يذكر لهم هذه العبارة ولا مرة واحدة ، ....... النتيجة صفر 0 أمام كل الخلائق ، ماذا تريد فوق هذا ، تبرأ الله منهم تماما ، هنا في الدنيا قبل يوم القيامة ، أليس هذا بالخزي .
تعالى معي الآن إلى مصدر الذي أنزله هو ، ولنقم بفحص هذه العبارة [ ما أنزل الله ] وإن شئتم أن نفحص كلمة [ القرآن ] فلا يوجد أي إشكال أيضا ، لنقم بفحص ما شئتم .
هيا ، باسم الله ، ........ انتظروا النتيجة.................... لحظة من فضلكم ...... انتظروا ..........................
تم الفحص بحمد الله ، وإليكم النتائج التالية :
وجدنا العبارتين في كل الكتاب ، فالعبارة [ ما أنزل الله ] وجدناها في البقرة ، وجدناها في النساء ، وجدناها في المائدة ، وجدناها في الأنعام ، وجدناها في التوبة ، وهلم جرا .
وبالنسبة لكلمة [ القرآن ] فالنتيجة كانت كبيرة ، وكبيرة جدا ، وجدناها في البقرة ، وجدناها في النساء ، وجدناها في المائدة ، وجدناها في الأنعام ، وجدناها في الأعراف ، وجدناها في التوبة ، وجدناها في يونس ، وجدناها في يوسف ، وجدناها في كل مكان ، وخذ سورة الإسراء مثلا ، فإنك تجد فيها هذه الكلمة بكثرة ، فالله ذكر كثيرا هذه الكلمة .
فانظر إلى هذه الأعداد الكبيرة ، وانتبه جيدا لما يحدث ، فمصدر التشريع الحق ، والذي أنزله الله لعباده ، ورضيه لهم دينا ، ذكره الله بأعداد كبيرة ، بينما المصدر الذي صنعه الناس وأسموه [ السنة ] وملأوا به الأرض لم يذكره الله ولا مرة واحدة ، هل بقي لك من شك بعد هذا .
ب ) أعطيك دليلا آخر ، وذلك في قضية ضرب الأمثال
فبعدما انتهينا من القضية الأولى ، ننتقل الآن إلى القضية الثانية .
إن الناس على اختلاف أشكالهم وعقائدهم يحتاجون لأمثلة تهزهم وتذكرهم لما هم فيه من الغفلة ، ونحن نجد هذه الأمثلة في كلا المصدرين ، وكلها موجهة للناس ، فالناس هم الهدف من هذه الأمثال ، فلننظر ماذا تكلم الله في هذه القضية ، قضية الأمثال ، فالله قال بكل وضوح أنه ضرب للناس من كل مثل ، أي أن الله وفر لهم كل ما يحتاجونه من الأمثلة ، ثم بين أن هذه الأمثلة التي ضربها للناس ، ضربها في القرآن فقط ، وهو يعلم أن هناك مصدرا للتشريع اسمه السنة وفيه العشرات من الأمثال المنسوبة إليه ، ومع ذلك لم يذكر هذا المصدر ولا الأمثال الموجودة فيه والتي هي أضعافا مضاعفة ، فلم يذكر ولا مثالا منها ، ولم يشر إلى هذه الأمثال ولو مرة واحدة ، وإليك ما قاله الله في هذه القضية ، يقول سبحانه وتعالى ( ... ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ... ) أرأيت كيف حصر الأمثال المضروبة للناس بقوله ( في هذا القرآن ) وليست هذه المرة الأولى التي يتكلم فيها بهذه العبارة بقوله ( في هذا القرآن ) بل تكلم عنها في غير هذا الموطن ، وأعاد نفس التوضيح بأن الأمثال التي ضربها للناس هي في القرآن ، كقوله في آية أخرى ( ... ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ... ) ( الروم ) أنظر جيدا لقوله ( في هذا القرآن ) ونفس الشيء قاله في الكهف ( ... ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ... ) أنظر دائما لقوله ( في هذا القرآن ) فلا تجد أبدا ، ولا مثلا واحدا يقول أنه ضربه للناس [ في هذه السنة ] وهو يعلم تماما أنهم صنعوا فيها المتلتلات من الأمثال ، فلم يذكر ولا مثالا واحدا منها ، ولنضرب مثالا للعبرة من المصدر الذي صنعوه ، ونأخذ المثال الذي يقول ما يلي :
و ما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به , و بصره الذى يبصر به و يده التى يبطش بها و رجله التى يمشى بها
وأطرح سؤالا وأقول ، من الذي ضرب للناس هذا المثل ، فالله تبرأ من الأمثلة التي هي خارج القرآن ، إذن فمن ضرب للناس هذا المثل ، علما أن الناس الذين صنعوا هذا المثل كما صنعوا غيره يقولون بأن الله هو الذي ضربه للناس ، والله من جهته يقول أنه ضرب الأمثال في القرآن فقط ، فمن الذي تصدقه ، هل تصدق قومك وآباءك ، ومن أصدق من الله حديثا ، أرأيت كيف تبرأ الله منهم ومما يفعلونه ، أرأيت ماذا فعل الناس بعد وفاة النبي ، هل علمت الآن أنهم كذبوا على الله ، ولا يزالون يكذبون عليه لحد الآن ، وعلى رأسهم العلماء ، فهم الذين ينفخون البالون ، فاتقوا الله إخواني المسلمين وعودوا إلى ربكم وأنيبوا إليه ، ولا تفتروا عليه الكذب ، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، نعم لا يفلحون .
ج ) أعطيك دليل آخر ، نأخذ قضية مصادر التشريع عند الأمم التي كانت قبلنا
فأنت تعلم أننا آخر الأمم ، وهذا يعني أن كل الأمم التي خلقها الله والتي أنزل عليها الهداية ، كلها كانت قبلنا ، وقد ذكر الله لنا أخبارهم لنستفيد من هدايتهم ونتجنب ضلالهم ، فما هي مصادر التشريع التي كانت عندهم ، ومن المفروض إذا كان للمسلمين مصدرين للتشريع ، فكذلك يكون لهم هم أيضا ، فيجب أن يكون لنوح كتاب وسنة ، ولهود كتاب وسنة ، ولصالح كتاب وسنة ، ولإبراهيم كتاب وسنة ، وللوط كتاب وسنة ، ولموسى كتاب وسنة ، وليوسف كتاب وسنة ، ولعيسى كتاب وسنة ، ولزكريا كتاب وسنة ، ولداوود كتاب وسنة ، وهكذا مع كل نبي ، وانظر كم هي كثيرة جدا بكثرة الأنبياء ، وإذا كانت هذه المصادر بحق من عند الله ، فما من شك أن الله سيذكر منها ، والشيء الأكيد ، أنه إذا ذكر الكتاب ذكرت السنة معه مقرونة كما يفعل إخواننا اليوم ، فتعالوا ننظر ماذا تكلم الله في هذه القضية .
لقد مررنا بجميع الأنبياء الذين ذكرهم الله ، ومررنا بأقوامهم ، ثم مررنا بهم مرة أخرى ، وبأقوامهم مرة أخرى ، فوجدنا أنفسنا نمر بهم كل مرة ، أحيانا يذكرهم الله متسلسلين ، وأحيانا على تقطع ، وأحيانا على انفراد ، فمنذ أن تكلم الله وهو يذكرهم لنا ، ثم يعيد ذكرهم علينا ، ثم يعيد مرة أخرى ، وهكذا حتى انتهى من كلامه على مدى سنين عديدة ، فلم يذكر لنا ولا مرة واحدة أنه جعل لنبي من هؤلاء الأنبياء [ سنة ] مع
[ الكتاب ] وخذ الكتاب وقم أنت بفحصه ، فلا تجد أبدا أن الله جعل لأحدهم سنة تشرع مع الكتاب ، فهل الأنبياء الآخرين ليست لهم سنة ، أم السنة فقط على المسلمين ، فأين هي سنة نوح ؟ ألم يتكلم الله عنه كثيرا ، فهل ذكر سنة نوح ، ولو مرة واحدة ، ألم يبعث بعده هودا ، أليس هود بنبي ؟ أين هي سنة هود ؟ ألم يتكلم عنه كثيرا ، أين هي سنة هود ، أولم يضل قومه من بعده ؟ وضلوا عن ماذا ؟ فهل قال أنهم ضلوا عن سنته ، أم قال أنهم ضلوا عن الكتاب ، ثم ألم يبعث بعده صالحا ، أليس صالح بنبي ؟ أين هي سنة صالح ؟ ألم يتكلم عنه الله
كثيرا ؟ هل ذكر مرة سنة صالح ، أولم يضل قومه من بعده ؟ وماذا أخبرنا الله عن ضلالهم ، هل قال أنهم ضلوا عن سنة صالح ، أم قال أنهم ضلوا عن ما أنزل الله عليهم ، ثم ألم يبعث بعده إبراهيم ؟ أليس إبراهيم بنبي ، أليس إبراهيم خليل الله ، أين هي سنة إبراهيم ؟ ألم يتكلم عنه كثيرا ، فهل ذكر سنة إبراهيم ، ألم يبعث زكريا ، أين هي سنة زكريا ؟ ألم يبعث يحيى ، أين هي سنة يحيى ، ألم يبعث إسحاق ؟ أين هي سنة إسحاق ، ألم يبعث إسماعيل ، أين هي سنة إسماعيل ، ألم يبعث موسى ، أين هي سنة موسى ......... أوليس كلكم يقرأ سورة الأعلى ، ألم يقل في آخرها ( صحف إبراهيم وموسى ) فأين هي سنة إبراهيم وموسى ؟
ولنأخذ اليهود والنصارى كمثال لقربهم منا وبصفتهم أهل الكتاب ، فهؤلاء لهم أنبياؤهم ، ولهم كتبهم التي أنزلها الله عليهم ، فالله تكلم في قضية مصادر التشريع عند هؤلاء ، ولنأخذ مثالا من بين الأمثلة الكثيرة التي ذكرها الله في هذه القضية ، نأخذ قوله تعالى ( ... ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ... ) أنظر جيدا لهذه الآية ، ذكر الله أهل الكتاب وذكر مصادر التشريع عندهم ، وبين أنهم لو أقاموا التشريع الذي أمرهم الله به لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، وما هي مصادر التشريع التي إن أقاموها أكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، أنظر جيدا للإجابة والتي هي في هذه الآية في قوله ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ) فانظر جيدا أين ينحصر التشريع ، في التوراة والإنجيل ، فلو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لتحقق الوعد ، أي يأكلون من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، فكل ما عليهم فعله تجاه دينهم ، وتجاه ربهم ، وتجاه شريعتهم ، هو أن يقيموا التوراة والإنجيل فقط ، ولا يوجد مصدرا آخر للتشريع مكلفون به ، علما أن هذه
الآية تتكلم عنهم والحالة بعد غياب أنبيائهم ، أي كما هو الحال عندنا بعد وفاة نبينا ، فهم في نفس الوضعية كالتي فيها نحن تماما ، فمصدر التشريع عندهم والذي يتكلم الله عنه هو التوراة والإنجيل فقط .