bennour
عدد الرسائل : 107 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 26/09/2007
| موضوع: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم الثلاثاء ديسمبر 25 2007, 15:27 | |
| التاريخ : 03/03/2007
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم
إن قوله سبحانه وتعالى ( ... وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ... ) هو من الآيات التي حرفها العلماء وغيروا حقيقتها ليا بألسنتهم ولينتصروا لشركهم الذي صنعوه ، وقالوا للناس أن التبيان الذي أنزله الله في هذه الآية هو كتبهم التي صنعوها ، فكذبوا على الله وعلى الناس وهم يعلمون .
إن هؤلاء العلماء الذين يحرفون كلام الله يختبئون وراء كلمة ( لتبين ) المذكورة في الآية ، وهي التي يوهمون الناس أنها تعني كتبهم التي صنعوها ، ولنتابع توضيح هذه الآية بإذن الله . إن قوله سبحانه وتعالى ( ... وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ... ) يعني أنا أنزلنا إليك القرآن لتظهره للناس ، بتلاوته عليهم فيسمعونه ، وذلك هو التبيان المذكور في الآية ، وهذا ما سنوضحه أكثر بإذن الله . إن التبيان المذكور في الآية هو الإظهار الذي عكسه الكتمان ، فعندما يصبح الكتاب عند أي شخص ، سواء كان نبيا أو غير نبي فعليه تبيانه للناس أي بمعنى الإظهار ، وهذه قاعدة عامة في كل من يحمل الكتاب ، فكل من يصبح حاملا للكتاب تنطبق عليه هذه القاعدة ، فعليه أن يبين للناس ما نزل إليهم ، أي يظهر لهم ما أنزل الله عليهم ، والأنبياء هم الأوائل ثم يتبعهم العلماء في ذلك ، ولننظر سويا ماذا قال الله للعلماء ، يقول الرحمان ( ... إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ... ) أنظر إلى قوله في الآخر ( ... إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ... ) وانظر إلى الكلمة الأخيرة ( وبينوا ) فهؤلاء العلماء لعنوا لماذا ؟ ورفعت عنهم اللعنة لماذا ؟ لعنوا لأنهم يحملون الكتاب وكتموا ما أنزل الله فيه ، وذلك قوله ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ) ويرفع عنهم هذا اللعن عندما يقلعون عن الكتمان ويقومون بعكسه أي تبيانه بمعنى إظهاره ، وذلك قوله ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) وانظر إلى كلمة ( وبينوا ) والتي هي عكس فعلهم السابق والذي ذكره الله بقوله ( يكتمون ) فالتبيان في كل من يحمل الكتاب هو الإظهار الذي عكسه الكتمان ، وإليك ما قاله في موطن آخر لعلماء أهل الكتاب وهو نفس ما قيل سابقا ، يقول الرحمان ( ... وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ... ) فانظر إلى التبيان المذكور في الآية بقوله ( لتبيننه للناس ) وانظر إلى شرح الكلمة في قوله ( ولا تكتمونه ) إذن فالتبيان في من يحمل الكتاب هو عدم الكتمان ، أي الإظهار .
ــ إن الكتاب هو في حد ذاته مبين ، ومن ذلك قوله سبحانه ( حم والكتاب المبين .. ) فالكتاب مبين يعني بين في ما يريده الله من عباده ، كقوله في إبليس ( ... إن الشيطان للإنسان عدو مبين ... ) أي بين في عداوته وقد أعلن ذلك ، أو كقول إبراهيم لأبيه ( ... إني أراك في ضلال مبين ... ) أي بين الضلالة ، وكذلك قوله سبحانه عن القرآن أنه مبين يعني أنه يبين كل ما يريده الله من عباده من تشريع وغيره ، والكتاب هذا يحمل آيات تبين للناس الطريق الذي يرضاه الله ، فالآيات هي في حد ذاتها بينات كقوله سبحانه (... ولقد أنزلنا إليك آيات بينات .. ) فهي بينات أي تبين ما يريده الله منا من تشريع ، فهي مبينات للتشريع كقوله ( ... لقد أنزلنا آيات مبينات ..) فقوله ( مبينات ) يعني تقوم بوظيفة التبيان ، فالكتاب هو الذي يوجد فيه التبيان للتشريع ، وليس بأن يصنع تشريع ثم يقال للناس هذا هو التبيان ، فالتبيان ما بينه الله للناس في الكتاب ، وليس خارج الكتاب ، وإليك ما يقوله الله وقد تكلم عن هذه النقطة بالذات وبينها ، وكما قلنا أنه أنزل كتابا مبينا ، فقد أنزل تبيانا لهذه النقطة أيضا ، يقول سبحانه ( ... إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ... ) أنظر لهذه الآية جيدا ، وانتبه لما ذكره الله فيها ، وانظر لقوله ( من بعد ما بيناه للناس ) فأين بينه الله للناس ، والجواب يأتينا في الآية : والله يقول لنا ( في الكتاب ) أنظر جيدا للآية ( من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) فالله هو الذي يقول لنا بأن التبيان هو في الكتاب ، فماذا تريدون بعد عبارة كهذه ، والله هو الذي يقول ( ... من بعد ما بيناه للناس في الكتاب .. ) فالأمر واضح ، وقد أنزل مرة أخرى يقول نفس الشيء عن التبيان وبتعبير آخر يقول الله فيه ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ... ) نفس الكلام وبتوضيح أكثر ، إذن فالتبيان هو في الكتاب ، فكل ما يريده الله منا من تشريع فهو في الكتاب ، الصلاة ، الزكاة ، الصيام ، الحج ، وغير ذلك من الأسس في المعاملات والحدود وغيرها ، فعليك أن ترجع إلى مواضيعي حول الصلاة والزكاة وغيرها لترى ذلك ، فالناس لاتباعها لشركها أصبحت لا ترى ما أنزل الله عليها ، وأصبحت تنكر عمدا ما أنزل الله عليها وتتبع ما صنع الآباء والأجداد من شرك ما أنزل الله به من سلطان .
ــ قضية الغموض إن الغموض الذي يراه الناس في الكتاب ينجم عن أسباب عديدة أذكر منها شيئين على الأقل : 1 ــ الفارق اللغوي : إن الله أنزل الكتاب بلسان قريش ، وهذا من التبيان أيضا ، فعندما يكون الكتاب يتكلم بلسان القوم يصبح واضحا تماما ، وذلك قوله سبحانه ( ... وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ... ) أي نزول الكتاب بلسان القوم يجعله واضحا أمامهم ، وهذا من التبيان ، وكل من ليس له هذا اللسان لا يمكنه التعامل مع القرآن ، وبقدر ما نجهل لسان قريش بقدر ما يصعب فهم الكتاب ، وتعتبر الأمة الإسلامية كلها أعجمية بالنسبة للسان القرآن ، بما فيها أهل مكة والمدينة ، فلا يوجد لسان القرآن في أي مجتمع كان ، وهذا ما يجعل الناس تتعامل مع لغة هم أعجم عنها ، فلا يمكنهم فهم ما يمليه الكتاب ، وحتى اللغة العربية التي يدرسونها في المدارس فهي تقريبية إلى حد ما ، وليست لغة القرآن ، وليست لغة قريش ، لذا فهي تقرب الفهم أحيانا وتبعده أحيانا أخرى بسبب تغيير المصطلحات عبر الزمان والمكان ، فاللغة الوحيدة التي نفهم بها القرآن هي لغة قريش ، والمصدر الوحيد الذي يحمل هذه اللغة دون أدنى شك هو القرآن نفسه ، ويوجد متفرقات للغة الأصل هنا وهناك في الأوطان العربية دون أن ننسى اللغة المدرسية ، وكل هذه المتفرقات بما فيها اللغة المدرسية يجب تصحيحه على المرجع الأصل الذي هو القرآن ، إذن هناك فارق لغوي بين لسان القرآن ولسان الناس ، وهذا يحدث عائقا لفهم الكتاب ، فعلى الناس أولا أن تقترب من لسان الكتاب ، أي أن يبذل كل مسلم أقصى جهد في تعلم لغة القرآن لكي يفهم ما يقول الله ، وهذا أصل أساس في التبيان ، فقوله سبحانه ( ... وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ... ) يثبت ما نقول من أن اللسان له علاقة مباشرة بالتبيان ، فالله أنزل كل الرسائل بلسان أقوامها من أجل هذا الهدف ، إذن فيجب بلوغ هذا الهدف لفهم الكتاب ، فالقرآن نزل بلغة قريش ، وعندما أقول نزل بلغتهم يعني نزل باللغة التي يتكلمون بها في الشارع والبيت ، إذ لا يوجد إلا لغة واحدة يتكلمون بها وهي لغة القرآن ، والتي هي لغتهم الدرجة كما يقال حاليا ، فلا يوجد عندهم لغة في المدرسة ولغة في الشارع ، وإنما عندهم لغة واحدة كأي شعب من الشعوب ، وتلك اللغة التي نزل بها القرآن ، وهي التي يتكلم بها الرجال والنساء ، فالكل يفهم القرآن ، وهو كلام جد عادي عندهم ، كما نتكلم نحن في الشارع بلغاتنا الدرجة ، فلا يوجد أي عائق من هذه الناحية ، فالكلام واضح تماما ، والغموض الذي يطرأ على الناس ناتج عن الفارق اللغوي ، وقد استغل العلماء هذا الغموض ليتخذوا منه مكرا وخداعا فراحوا يقولون للناس أن ما يصنعونه من تشريع هو تبيان للغموض الذي هم واقعين فيه ، ونسبوا هذا الغموض للكتاب بأنه غامض ، وهذا مكر وافتراء على الله ، ومن قال بأن الله أنزل كتابا غامضا فقد افترى عليه كذبا ، والله يقول ( ... فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ... ) فالله أنزل كتابا مبينا واضحا ، وفيه تبيانا لكل شيء ، فالغموض في المحيط الخارجي وليس في الكتاب .
2 ــ كتب الشرك : فما يشرك الناس من تشريع مع تشريع الله يحدث غموضا تاما للكتاب ، ويطمس الطريق طمسا ، فلا يمكن أن يرى ما أنزل الله ، فالناس تألف هذا المنكر فتصبح تنكر المعروف الذي أنزله الله ، وخصوصا عندما يكون ساداتهم وكبراؤهم يسعون على قدم وساق جاهدين في تحريف الكلام الذي أنزله الله وتغيير معالمه ، فالله أنزل شيئا وهم ينظرون فيه ليقولوا للناس شيئا آخر ، فيبحثون عن الكلمات الملتبسة على الناس ، والتي يمكن أن يخادعوهم منها بتأويلها وتغيير معالمها ، وقد فعلوا الكثير من هذا ، والكل يشهد على هذا ، وكل طائفة صنعت لنفسها جزءا من الكتاب في حقها ، وفي حكامها ، وأئمتها ، وشيوخها ، وخلفائها ، فالمصنفات مليئة بهذا الشرك والافتراء ، وهذا يركب العمى ، عمى القلب والبصيرة ، فلا يمكن أن ترى الهداية أبدا ما دمت مشركا أفاكا على الله ، وقد قال الله عشرات المرات ( .. إن الله لا يهدي القوم الظالمين .. ) ( ... إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ... ) ( .. إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ... ) فلا يمكن أن يهتدي من يكذب على الله ، ولا يمكن أن يهتدي من يحرف كلام الله لنصرة هواه ، إمامه ، أو شيخه أو طائفته أو .... فلا يمكن أن يهتدي هؤلاء ، وكذلك من تذكره بما أنزل الله ثم يعرض عن هذه الذكرى أو هذه الدعوة فلا يمكن أن يفقه كلام الله أيضا ، وتعمى بصيرته ، وذلك قوله سبحانه ( ... ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ونسي ما قدمت يداه ، إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذن أبدا ... ) إذن فلا يمكن لهؤلاء أن يفقهوا كلام الله .
ــ هل كتب الشرك تبين ما أنزل الله ؟ إن ما أشرك به الناس من تشريع مع تشريع الله وزعموا أنه تبيانا لما أنزل الله إنما هم كاذبون ، وإليك أمثلة من ذلك :
ــ تغيير شرع الله بالتشريع الذي صنعوه لقد غيروا شرع الله بالتشريع الذي صنعوه ، فغيروا الصلاة والزكاة والصيام ، وغير ذلك من التشريع الذي أنزله الله ، غيروا كل التشريع تقريبا ، فقد وصلوا إلى تشريع الجرائم بقتل العصاة الذين أنزل الله فيهم تشريعا بعدم قتلهم ، فلو أخذنا التشريع الذي أنزله الله في حق الزاني مثلا والذي حده الجلد كما أنزل الله يقول ( ... الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ... ) هذا هو التشريع الذي أنزله الله ، بينما الذي شرعوا به للناس فهو الرجم الذي ما أنزل الله به من سلطان ، فهل هذا هو التبيان ؟ ونفس الشيء بالنسبة للذي غير معتقده كأن يقتنع بدين آخر فيتحول من الإسلام إلى النصرانية أو ديانة أخرى ، فالله شرع حرية المعتقد في الدنيا والجزاء يكون يوم القيامة ولم يشرع حدا في هذا المجال أبدا ، بينما الذي شرعوا به هو القتل لمن غير معتقده ، ونفس الشيء بالنسبة لتارك الصلاة فالله لم ينزل فيه حدا ، بينما الذي شرعوا به هو بين السجن والقتل ما لم يعد للصلاة في غضون أيام ، والله أنزل يقول ( .. لا إكراه في الدين .. ) وهكذا فكتب التشريع الذي صنعوه تعج بالقتل والسجن وما شابه ذلك من العقوبات في أمور تتعلق بين العبد وخالقه ، فهل هذا هو التبيان ؟
1 ــ فلو دخلت التفاسير لترى هل حقا أن كتب الشرك التي صنعوها تبين القرآن كما يزعمون ، فعندك ما ترى هناك ، فإنك تجدهم يختلفون في جل الكتاب عرضا وطولا ، ولا أقول بين طوائفهم فحسب ، بل داخل الطائفة نفسها ، وحتى بين الفردين والثلاث ، وهذا في المئات من الآيات ، إن لم أقل في كل الكتاب ، فأين هو التبيان يا ترى ؟ وخذ أي آية تقريبا ، فأقل ما يقولون عنها ، أن فيها قولان ، قيل كذا ، وقيل كذا ، وقال فلان كذا ، وقال فلان كذا ، فأين هو التبيان الذي يزعمون به ؟ ولنأخذ مثالا عن أي سورة ، ولو من السور القصار ، ولتكن سورة الفلق مثلا ، فهل شركهم يبين سورة الفلق ، فإنك تجدهم يختلفون فيها ، وحتى في كلماتها ، ككلمة الفلق مثلا ، فهل بينوا معنى كلمة [ الفلق ] في هذه السورة ، فهم يختلفون في معنى [ الفلق ] ومن نفس الطائفة من يقول كذا وكذا ، ومن نفس الطائفة يقول آخرين كذا وكذا ، وإذا ما اجتمع البعض على كلمة الفلق تجدهم يختلفون في السورة ذاتها ، فيقوم البعض ليقول بسحر النبي ، ثم يقوم البعض الآخر ليقول له كلا ، لم يسحر النبي وأنتم خاطئون ، ثم داخل الذين يقرون بسحر النبي تجدهم يختلفون في سحره ، هل نقول بسحره كليا أم نستثنى العقل من ذلك ، وهكذا في سورة صغيرة كسورة الفلق تجدهم فيها مختلفين كليا ، فأين هو التبيان يا ترى والقوم لا يستطيعون الحسم في سورة قصيرة كسورة الفلق ؟ والله يقول عن القرآن ( ... لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ... ) فهل اختلافهم هذا ناتج عن القرآن أنه ليس من عند الله أم أن كتب القوم التي صنعوها ليست من عند الله ؟؟؟ ولك أن تأخذ أي سورة أخرى ، وخذ سورة الإخلاص مثلا ، والتي يعرفها الصغير والكبير ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ... ) ما معنى ( الله الصمد ) هل هم متفقون في بيانها أم هم مختلفون ؟ بل هم مختلفون ، فأين هو التبيان المزعوم ، ما معنى [ الصمد ] ؟ لا نسألكم عن ألم ، ألر، حم ، ن ، ص ، ق، وغيرها من فواتح السور .
2 ــ الكثير من كلام الله لا يعرفون معناه أصلا من يقرأ التفاسير يجد الكثير من كلام الله لا يعرفون معناه ولا استطاعوا أن يفهموه ، فكيف لهم أن يزعموا تبيينه للناس بشركهم ، وخذ مثلا قوله سبحانه ( ... ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ... ) أو قوله سبحانه ( ... فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون ... ) أو قوله سبحانه ( ... وإذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ... ) فارجع إلى أقوالهم في هذه الآيات ، فلك أن ترى الاختلاف العريض بينهم ، ثم الغموض التام ، وعدم التوصل للمعنى ، وأنت تقرأ تفاسير الطوائف تخرج في النهاية بدون أي تحصيل لمعنى الآية ، كأن لم تقرأ شيئا ، فأين هو التبيان يا ترى والناس مختلفون ، لا هم فهموا ولا هم يفهمون ؟
3 ــ صنع القصص الكاذبة افتراء على الله إن الكثير من كلام الله قد صنعوا له قصصا كاذبة ، فهل هذا هو التبيان ؟ ولنأخذ مثلا قوله سبحانه ( ... اقتربت الساعة وانشق القمر ... ) فانظر ماذا يقولون في هذه الآية مثلا ، فلا تكثرت إذا قيل لك أن القمر قد انقسم قسمين ، قسم منه جاء على جانب جبل من جبال الأرض ، والقسم الثاني جاء على الجانب الآخر من الجبل ، فالذين شرعوا الكذب لم يكونوا يعلمون أن القمر حجمه يقارب حجم الأرض ، فالنظرة بالعين تخيل لصاحبها أن القمر دائرة صغيرة يمكن تقسيمها وصنع قصة لهذه الآية ، فهل نزل القمر على الأرض وانقسم قسمين على طرفي الجبل ؟ وهكذا فعلوا مع الكثير من كلام الله افتراء عليه ، وخذ مثالا آخر قوله سبحانه ( ... والشمس تجري لمستقر لها ... ) فمعنى هذه الآية حسب زعمهم وفي معنى كلامهم أن الشمس تذهب لتسجد تحت العرش ثم تعود ، والعرش قبة وله قوائم وله مكان معين ، وفي الظهيرة يكون فوق الناس ، والشمس تكون أقرب إليه وفي منتصف الليل تبتعد عن العرش أي تبتعد عن تلك القبة وهنا تسجد الشمس وتستأذن لتطلع على الناس فيؤذن لها فتطلع ، وغير ذلك من الكلام ، واقرأ التفسير الذي يسمى ابن كثير ، ويمكنك الاطلاع عليه على الرابط التالي http://www.gooh.net/Quran/meaning.php?Action=2&QuranID=3743&ShowByQuranID=1 | |
|